Written Questions

السيد الوزير، تحية تقدير واحترام، مما لاشك فيه، فقد بلغت معدلات الهجرة القروية نحو الحواضر في السنوات الأخيرة معدلات قوية انقلب على إثرها ميزان التوزيع السكاني ببلادنا، حيث أصبحت الأغلبية الساحقة منهم تقطن بالمدن، بعد وجدوا أنفسهم مجبرين قسرا على الهجرة إلى المدينة واقتناء "براكة" في أحد أحيائها الهامشية، وهو ما يساهم في تعميق الإشكالات التي تعرفها المدن، نضطر بعدها إلى وضع برامج إعادة الهيكلة لمعالجة وضع يجدر بنا معالجة مسبباته. فعند تحليلنا لمسببات هذا الوضع المؤسف، فقد وقفنا من خلال تجارب العديد من المواطنات والمواطنين الذي هاجروا نحو المدن، على محدودية سبل العيش أمامهم في البوادي من جهة، ومن جهة أخرى على إشكالية جديدة تتصل بتعقد مساطر البناء في العالم القروي، وارتباطها بشرط التوفر على مساحة معينة قبل الحصول على ترخيص البناء، لاحتضان الأسر الجديدة على المساحات الضيقة التي يتوفر عليها بعضهم. ومن هذا المنطلق، فقد أصبح ضروريا مراجعة المساحة الواجبة للحصول على ترخيص البناء في العالم القروي، والتمييز في هذا الشأن بين المناطق حسب جغرافية أراضيها. فإذا كان هذا الشرط مقبولا إلى حد ما في المناطق السهلية الواسعة التي يتوفر فيها السكان على مساحات واسعة من الأراضي، إلا أنه يستحيل تطبيق نفس المعيار في المناطق الجبلية حيث ضيق المساحات ووعورة الأراضي وصعوبة الولوج إلها، مما يقتضي القيام بدراسات مجالية لتحديد معيار موضوعي لشرط المساحة الذي يقيد حق ساكنة العالم القروي في بناء مساكنهم، ما يؤدي بهم إلى الهجرة نحو المدن حيث سبيل الحصول على "براكة" من ستين مترا مربعا متاح وبيسر كبير لا تضاهيه معاناة الحصول على رخصة قانونية للبناء في البادية. وعليه نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن مقترحاتكم لمراجعة معيار المساحة المفروضة للبناء في العالم القروي تشجيعا لاستقرار السكان، ومساهمة في الحد من التنامي المستمر لمؤشرات الهجرة القروية نحو الحواضر؟ وتفضلوا، بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.