السيد الوزير، تحية تقدير واحترام، وبعد، اطلعنا على بعض العبارات المكتوبة بالدارجة المغربية في بعض مقررات السنة الدراسية الجديدة 2018-2019، وهو ما أثار حفيظتنا وحفيظة الرأي العام الوطني من منطلق ما شكلته هذه العبارات من مساس بمنطوق وروح دستور المملكة الذي يحدد في فصله الخامس اللغتين الرسميتين للدولة، وتجاوز مضمونها لفلسفة الميثاق الوطني للتربية والتكوين ومختلف الوثائق المؤطرة لمنظومة التربية والتكوين ببلادنا. وبموازاة مع ذلك، لاحظنا أيضا استمرار نقل الصورة النمطية للمجتمع التقليدي والمحافظ التي تنقلها الوثائق المصورة التي يتضمنها الكتاب المدرسي، وهو ما يعني غياب الإرادة لإدراج التعليم الوطني ضمن آليات تحديث المجتمع والرقي بالقيم التي تلقن لناشئته، في أفق بناء مجتمع حداتي منفتح ومتطور كما يصبو إلى ذلك مشروع القانون الإطار للتربية والتكوين الذي صادق عليه المجلس الوزاري مؤخرا. وتشكل هاتين النازلتين في نظرنا تشويشا على الدخول المدرسي، يؤدي بنا إلى الخوض في نقاشات كنا نعتبر أنفسنا في غنى عنها، في وقت يجب أن نركز فيه على سبل إصلاح تعلمينا المعطوب أصلا، وتوفير الأجواء الايجابية لانطلاقة حقيقية لذلك في احترام تام للثوابت الدستورية، والحرص على تجنب إثارة القضايا الهامشية التي تساهم في تعثر عجلة الإصلاح. وتبعا لذلك، نسائلكم، السيد الوزير، عن الجهة التي أعدت هذه المقررات ومنطلقاتها العلمية، ولماذا يوجد فرق بين البرنامج المعتمدة في تعليمنا العمومي والبرامج المعتمدة في مدارس البعثات والقطاع الخاص علاقة باللغتين العربية والفرنسية، ودواعي وجدوى تضمين المقررات عبارات مكتوبة بالدارجة المغربية، والاستمرار في نقل صورة نمطية تقليدية ومحافظة للمجتمع المغربي عبر الوثائق المصورة التي يتضمنها الكتاب المدرسي؟ وتفضلوا، السيد الوزير، بقبول أسمي عبارات التقدير والاحترام.