Written Questions

السيد الوزير المحترم، عرفت البنية السوسيو ديموغرافية لمغاربة العالم، الذين يقدر عددهم بحوالي 4.5 مليون نسمة، اي ما يقارب 15 في المائة من السكان القاطنين بالمغرب ، تحولات وتغييرات مهمة، افرزت اجيالا جديدة من المغاربة ولدوا و تربوا وتعلموا بدول الاستقبال وتشبعوا بثقافتها ، يتشكل معظمهم من الشباب والأطفال، مع تسجيل ارتفاع ملموس في نسبة العنصر النسوي ، كما يتركز 84 في المائة من مغاربة العالم بأوربا. ورغم الجهود التي تبذلها الوزارة في سبيل تلبية الحاجيات الدينية لمغاربة العالم الا ان هذه الفئة من مجتمعنا ما زالت تحتاج الى بذل المزيد من الجهود في ما يتعلق بضعف التأطير الديني و الثقافي، والذي خلف لديهم فراغا روحيا مهولا ، سمح بتأثر الاجيال الاخيرة من اخواننا المغاربة بالتيارات العلمانية اللادينية، وبالتوجهات الدينية المتطرفة، هذه الاخيرة استطاعت و في ظرف وجيز الزج بأعداد كبيرة من الشباب المغربي في مختلف الصراعات القائمة بعدد من الدول العربية باسم الجهاد ، وبالإضافة الى ذلك فان الفراغ الديني لدى شباب المهجر أدى بعدد مهم منهم الى اعتناق المذهب الشيعي الغريب عن ثقافتنا المغربية ومذهبنا الملكي الوسطي، مما عمق الهوة بين هذه الشريحة من مجتمعنا ووطنهم الام . فمنذ1998 دأب المغرب على إرسال أئمة ووعاظ لتأطير المواطنين المغاربة بالخارج خصوصا ببلدان أوروبا غير ان هذا المسعى يبقى دون مستوى تلبية مطلب التأطير الديني لمغاربة العالم، بالنظر إلى التحول السوسيو ديمغرافي للجالية، سواء من حيث التزايد الكمي المستمر لعدد مغاربة العالم المنتمين للأجيال الاخيرة المولودين بالمهجر، او نوعيا من حيث سيادة فئة الشباب والعنصر النسوي، هذا فضلا عن أن هؤلاء الدعاة يكونون في الغالب غير مؤهلين للمهمة الجسيمة المسندة إليهم والمتمثلة في التعاطي الايجابي مع التحولات السوسيوثقافية المهمة التي تعرفها الجالية، وكذا ضمان امنهم الروحي بما ينأ بهم عن التأثر بالأفكار الجهادية الهدامة والمتطرفة ، وكذا التحول إلى التشيع والتنصير. وحيث ان المرحلة الحالية تملي، بالإضافة الى ضرورة الرفع من الموارد البشرية الموجهة لتأطير الجالية دينيا وثقافيا، التفكير في إعداد فقهاء ومفكرين وأئمة ووعاظ من أبناء المغاربة بأوروبا أنفسهم، لأنهم الأقدر على تفهم واقعهم وعلاج مشكلاتهم، وذلك دون الاستغناء عن علماء المغرب خاصة الذين لهم باع طويل في التكوين والعلوم الشرعية. وحيث إن التأطير الديني لمغاربة العالم يجب ان لا يبقى مناسباتيا، بل يتعين العمل وفق استراتيجية واضحة مؤطرة زمنيا ومتفاعلة مع واقع الجالية . لذا نسائلكم السيد الوزير المحترم : ـ ماهي التدابير التي ستتخذونها من أجل تلبية احتياجات مغاربة العالم المرتبطة بالتأطير الديني والحفاظ على امنهم الروحي بما يعزز روابط الوطنية لديهم و ينأ بهم عن الانجراف مع التيارات اللادينية و المتطرفة ؟